ماأجمل الأمس
كانت سماء الأمس عذراء صافية ,لم تغتصبها مخالب الطائرات
ولم تدنس هواءها أيادي المداخن السوداء, لم تكن شمس الأمس تستعجل الغروب
ولم يكن قمر الأمس يتملل من هدوء المساء.
ماأجمل ابتسامة الأمس
كانت ابتسامته ريفيّه جبليّه وردية بريئه صادقه, كانت عندما ترتسم على شفاة الزمن
تـتـفـتّح زهور الكلمات ويتراقص غصن القلوب ويغرد عصفور المشاعر, لم تكن صفراء أو ضبابية
حتى دموع الأمس عندما تسقط فهي ليست إلا ابتسامة حزينة!
ماأجمل دروب الأمس
كانت كالفتاة الشرقية البسيطة, جدائلها من عشب وحليتها من أحجار طفولية
كانت ترتدي حلل التربة الطاهرة وتتعطّر بعرق الناس الكادحه الشريفة, لم
تصطبغ بمكياج(الإسفلت) الصناعي ولم تعبث بأنوثتها تسلط العربات الحديدية.
ماأجمل بيوت الأمس
كانت الأشجار تصافح النوافذ بلهقة وشوق وكانت تمنح الطيور فرصة للتعبير عن
حريتها, كان الغيم يحب مداعبة شرفها وكان الضوء يحب تغليف محيطها
كانت رقيقة أبيّة كلاسيكية لم تستعمرها جيوش (الإسمنت) الطاغية ولم تستسلم
لإغراءات الزجاج اللامع والزخارف المزيفة
نعم كانت من طين ولكن هذا الطين يحمل بأعماقه جواهر ثمينه بطيبها ووفاءهاوتآزرها.
ماأجمل حب الأمس
حيث كان العشاق كاللوحة الحالمة اللتي ترسم ملامحها ريشة العفة والنقاء
وتبروزها خشبات الإخلاص وتفتخر بها جدران الإحساس وتتكحّل بها نواظر السنين,
آه ماأجمل فضاء العاشقين,كان مرصع بمجرات القصائد العذرية الشفافة والكواكب
الدرية ونجوم القوافي السلسة غير المتشدقة.
فضاء نقي لم تكدر نهره الرقراق ذبذبات ( الهواتف) التمساحية ولا موجات(الإنترنت) الشيطانية
ماأجمل الأمس
ما أجمل أم الأمس, ما أجمل أب الأمس, ماأجمل أقدار الأمس
حتى جماد الأمس كان أجمل!
أيها اليوم
أنا لا أظلمك
ولكن.... يجب أن تعترف بأنك لم تكن إلا نزوة أمس